خضر دوملي / اكدت دراسة علمية انه يمكن لوسائل الاعلام ان تؤدي دورا كبيرا في تعزيز وضمانة حقوق الانسان وخاصة ما يتعلق بالفئات المهمشة من خلال العمل على الترويج للمعاهدات الدولية ذات العلاقة وتقصي الحقائق حول دور الحكومات ومتابعة الانتهاكات ليس فقط بالاخبار عنها بل اعداد البرامج والمتابعات المستمرة، مؤكدا ان الحد من الانتهاكات الخاصة بحقوق لانسان عامل لاستقرار المجتمعات وتنميتها .
وقال البحاث هكار عبد الكريم فندي ان :هناك اهتمام كبير بقضايا حقوق الانسان في العديد من الدول سواء في فترة النزاعات او غير النزاعات وفي العديد من الدول، وهو امر مرتبط بضمانة حقوق الانسان بأعتبارها قيم انسانية تهتم بها جميع المجتمعات ولابد من تطويرها في جميع الاوقات والاحيان لأن ضمانة حقوق الانسان وخاصة ما يتعلق بالفئات المهمشة عامل مهم لاستقرار المجتمع.
قال هكار فندي الذي انهى دراسته للماجستير في جامعة بونه بالهند في الشهر الماضي تحت عنوان (( دور وسائل الاعلام في الحد من انتهاكات حقوق الانسان )) ان :اهم ما توصلت اليه في الدراسة ان المبادىء والقيم والاخلاقيات والاديان والقوانين والمعاهدات الدولية التي وقعت عليه الدول او لم توقع تدعوا الى الاهتمام بحقوق الانسان ومتفق على وجود مبادىء حقوق الانسان، ولكن للاسف مستوى التطبيق في الواقع لايرتقى الى هذا الاهتمام النظري، ولايعكس الواقع الحالي لحقوق الانسان هذا التوجه الدولي، لذلك توصلت في الدراسة الى ان السبب في هذا الامر يرجع الى ان : الحكومات والمنظمات الدولية غير مجدية في ايلاء الاهتمام بقضايا حقوق الانسان وسن القوانين وتطوير عمل المؤسسات الخاصة في هذا المجال ولم تقم الدول والحكومات بتفعيل دور الاعلام في التوعية الواسعة بقضايا حقوق الانسان وكذلك نفس الامر في توظيف الاعلام في الحد منها ورصد الانتهاكات ومتابعتها ، لأنه كثيرا ما تتعرض حقوق الانسان الى الانتهاكات سواءا بوجود اعمال عنف او نزاعات او فترات الاستقرار ايضا.
يقول هكار انه “لابد لوسائل الاعلام ان تبرز دورها في تطبيق القوانين الموجودة اصلا ولها علاقة بضمانة حقوق الانسان من خلال العمل عليها والترويج لها، وشرح ابعاده واهميتها لتنمية المجتمع حتى يشعر الجميع انه في حال تعرضت حقوقه للانتهاكات فأن هناك وسائل اعلام ستقف بجانبه”.
يوضح فندي بأن “الامر المهم الذي ركزت عليه في الدراسة هو الانتهاكات التي تتعرض لها الفئات المهمشة بكل مسمياتها حيث لاحظت في الدراسة وفقا لتحليل ودراسات ميدانية وارقام واحصاءات السجون والمعتقلات شاهدنا ان حقوق هذه الفئات تتعرض الى الكثير من الانتهاكات كما انه لايؤخذ في سن القوانين والتشريعات ايلاء الاهتمام بضمانة حقوق هذه الفئات ويمكن لوسائل الاعلام ان تؤدي دورا بارزا في ضمانة حقوق هذه الفئات بأفضل صورها لأنه يصعب عليها الوصول والتواصل مع مصادر القرار “.
وتابع هكار الذي انهى دراستة بعد جملة دراسات تحليلية للارقام و الاحصاءات التي تعلنها الحكومات بأن واحدة من الامور المهمة والرئيسة التي توصلنا اليها في الدراسة هو ” ان العديد من الدول بحاجة الى تطوير تشريعاتها في اصدار القوانين حتى تتوائم مع المعاهدات الدولية الخاصة بضمانة حقوق الانسان وتصبح سندا في نشر وتعزيز هذه الحقوق والتي لم تتم او لن تصبح واقعية دون اهتمام اعلامي واسع من خلال برامج ومتابعات خاصة، وتطيور مهارات الصحفيين في العمل على قضايا حقوق الانسان بشكل اكثر فعالية وتتطابقا مع الواقع الحلي للمجتمعات “.
لذلك يقول هكار فندي : كان الامر المهم بالنسبة لنا في الدراسة ان يتم تفعيل دور وسائل الاعلام بمختلف توجهاتها في ليس فقط الدعاية للبيانات الحكومية بهذا الخصوص ونشر الاخبار، بل تقصي الحقائق حول ضمانة حقوق الانسان بشكل عام و خاصة الحد من انتهاكات حقوق الانسان بالنسبة للفئات المهمشة.
يضيف هكار لاحظت من خلال المتابعة ولتحليل :ان التدخل الحكومي في عمل وسائل الاعلام يقلل من دورها وتأثيرها لذلك توصلنا في الدراسة الى اهمية ان تنأى وسائل الاعلام في عملها بخصوص ضمانة حقوق الانسان والحد من الانتهكات من السياسات الحكومية، كذلك فان تدخل الحكومات في عمل المنظمات التي تعمل في مجال حقوق الانسان يعتبر غير مجدي مما يتطلب من وسائل الاعلام التركيز عليها وعلى ما تقوم به بما يتعلق بالحد من الانتهاكات الخاصة لحقوق الانسان للفئات المهمشة خاصة وبقية افراد المجتمع عموما.
اختتم هكار اهمية دور الاعلام بالقول ايضا بأنه : لاحظنا ان وسائل الاعلام لاتهتم كثيرا بالطبقية المجتمعية وما تتركه من أثار من ضمانة حقوقها في المجتمع، اذ لابد للاعلام ان يركز على الانتهاكات التي تتعرض لها، وتشجع المؤسسات والحكومات على ابراز الانتهاكات الخاصة بهؤلاء لأنه حقيقة يعتبر عمل وسائل الاعلام في الحد من الانتهاكات امرا هاما ولابد ان يكون الدور متكاملا بين العاملين في سائل الاعلام والعاملين بمجال حقوق لانسان .
هكار فندي هو كاتب صحفي من دهوك له العديد من المساهمات في الاعلام والصحافة وكتب ودراسات ابرزها:
– الفدرالية مفهوما و تطبيقا.
– مفهوم قانوني للصحافة.
– قوانين المتعلقة بالصحافة في اقليم كوردستان – العراق.
– الفدرالية كحل لمشكلة الاقليات.