خضر دوملي – وهو يقدم رؤية جديدة على ضوء الكتابات والاحاديث التي قدمت من قبل السيد بشار كيكي رئيس مجلس محافظة نيوى واغلبها في السنتين التي سيطرت فيها تنظيم داعش على الموصل فكان له ان يتنقل من محفل لاخر، ومن اجتماع لثاني، يبسط عبد الكريم الكيلاني الافكار لتكون اكثر واقعية لسلام يعتبر النصر الاكبر .
الاعداد والتقديم والقراءة التي عملها عبد الكريم الكيلاني لكتاب ( قراءة موضوعية في رؤية بشار الكيكي عن عقلنة السلام ) ليست اية قراءة وليست اية متابعة لأن الكاتب ساير وتابع الاحاديث والكلمات والعبارات التي قدمها بشار كيكي، وايضا القراءة المطولة من قبل د. عبدالله مرقس رابي التي هي نتاج تحصيل حاصل لمجموعة افكار جديدة لو لم تكن هذه الطريقة لما رأت النور واصبحت بين ايدينا، لكانت قد ذهبت ادراج الرياح مثل الاف احاديث السياسيين، كنا سنتأسف عليها لانها لم تصبح متاحة يمكن ان نستفاد منها…. وهو الفرق في هذه القراءة الموضوعية لـ عبد الكريم الكيلاني الذي لم يشأ ان تذهب تلك الاحاديث والعبارات التي هناك حاجة ماسة اليها ان تزول مع زوال الاوضاع، او عندما نحتاج اليها نبحث عنها مشتتة مقطعة على صفحات الجرائد او المواقع الالكترونية. عقلنة السلام، جاءت من تفكير عملي للكاتب عبد الكريم كيلاني ، الذي يريد ان يحول الافكار النظرية من بشار الكيكي الى اسس لمبادرات تساهم في فهم السلام من اطر وجوانب ومستويات مختلفة، المنطقة بأمس الحاجة أليها لتجاوز المحنة التي تعيشها الان، وسببها الرئيس انها ابتعدت او لم تكن الافكار الخاصة ببناء السلام جزءا من موروثها الحياتي.
الافكار والكلمات لابد من قولها في ان بشار الكيكي في موقعه الوظيفي يقدم رؤية مختلفة عن الكثير من السياسيين والقادة، قد يختلف الكثيرين حولها، لكن من خلال قراءة عبد الكريم نعرف انه يريد ان يقدم تلك الرؤية المهمة في تحويل مفردات لها اهمية كبيرة الى رؤى واقعية ترتبط ارتباطا مباشرا بتحقيق وترسيخ السلام في المنطقة، مع مواجهتها محنة اثار الماضي المرتبط ارتباطا مباشرا بعدم وجود مساحة كبيرة للثقافة الخاصة بفهم السلام ومجرياته.
ويزيد عبد الكريم في طروحاته لقرائته المعمقة لتلك الافكار التي قدمها بشار الكيكي بتبسيط من نوع اخر وهو زج الكثير من المفردات التي كثيرا ما نقدمها، نعلنها و نوضحها شفاهية ولكن لانقدم الطروحات التي من خلالها يمكن ان تصبح وقائع، بدءا من تجاوز الواقع الحالي في فقدان الثقة بين مكونات المنطقة وغياب السلام الروحي، الى فضاءات اوسع وصولا الى تغيير العقل الجمعي وطرق التغيير التي تتلائم وواقع المنطقة – محافظة نينوى وضواحيها وفقا لطبيعة المجتمعات هناك والعلاقات التي كانت قائمة وما حصل بقدوم تنظيم داعش وسيطرته على المنطقة وما طرأ من تغيرات على تلك العلاقات التي كانت مبنية على اسس هشة ومن خلال طروحات بشار كيكي يقدم عبد الكريم معه افكار اخرى اكثر اتساعا ومجسات نقدية عن تطبيقها ومايرافق تطبيقها.
الكلمة الاخيرة على الغلاف الاخير للكتاب لبشار الكيكي يوضح مسببات الصراع ونتائجه ولذلك يقول بانه هناك ضرورة للبحث عن الاخطاء والمسببات التي ادت الى هذه الفوضى في المنطقة، والتي تشير الى ضرورة ان يتم الاهتمام بالمجتمع وما لديه من طاقات ولدت من براثن الصراع وتستطيع ان تفعل الافضل لتجاوز تأثيراته كجزء من مقتطفات عدة رافقت صفحات الكتاب.
كتاب عقلنة السلام من تصميم واخرج هكار فندي وطبع في مطبعة خاني – دهوك من الحجم الكبير في مئة وعشرين صفحة، يحاول عبد الكريم ان يوضح من خلال قراءة افكار بشار الكيكي مع عبدلله مرقس تقديم الافكار والطروحات التي تساعد على بناء السلام من مفهوم سياسي تتطابق والواقع الحياتي للمجتمع، ويحذو الكيلاني او ينبه الى خلاف ذلك ايضا في عدم مقاطع ومحاور من الكتاب، الذي يعد مصدرا لافكار مهمة عن بناء السلام وخطاب السلام.
لكن كما اشرنا الامر المهم في الكتاب هو انه ليس فقط رؤى سياسية بل مساحة للتفكير في كيفية تجاوز اثار الصراع العميق الذي شهدته المنطقة، ولملمة جراحات الماضي، وتشخيص الخلل وتحديد المعالجات. مع هذا الكتاب ايضا يمكن ان نجد جملة من التصورات التي تتلائم وفهم التعددية والتنوع وكيفية التعامل معها، وايضا التي تتسابق لتصبح وقائع حياتية مستقبلا قد يتم تطبيقها بعد عشر سنوات، انه تسابق مع الآتي من مخرجات حياتية لابد ان نفهمها ونقبل بها وألا ستحدث الصراعات مجددا وسيواجه العاملين في بناء السلام تحديات اصعب وفقا للمتغيرات الحياتية، لذلك فأن اهمية القراءة العقلانية للافكار العقلانية تأتي من هذا المنطلق وهو الامر الذي لايتوفر في رؤى الكثير من السياسيين، اي نستطيع القول انه من خلال افكار وقراءة عبد الكريم الكيلاني لأفكار بشار الكيكي نستطيع القول انها افكار لسنوات عديدة قادمة وليست فقط لغد قريب .