خضر دوملي *
——
في أحدث دراسة قام بها فريق من مؤسسة كيبيوس اشارت أن هناك 5.07 مليار مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي حول العالم في بداية أبريل 2024، أي ما يعادل 62.6 بالمائة من إجمالي سكان العالم….. وفي العراق اعلن مركز الإعلام الرقمي في احدث احصائية نشرت في شهر شباط أن هناك : 32 مليون مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي في العراق في عام 2024 ، وهي ما يعادل 69.4% من إجمالي عدد سكانه، واعلن المركز انه في عام واحد من بداية 2023 الى بداية 2024 زاد عدد المستخدمين اكثر من مليون شخص..
النظر الى هذه الارقام والاحصائيات تثير تساؤلات كثيرة ما الذي يحصل على هذه المنصات؟ ما الذي يتبادله الناس فيما بينهم على هذه المنصات ؟ لماذا تلجأ الناس الى استخدام ادوات السوشيال ميديا ؟– اذا علمنا ان معدل استخدام الفرد للسوشيال ميديا في العراق بحسب مركز الاعلام الرقمي يتجاوز الساعتين في اليوم..
ووفقا لإستطلاع رأي قامت به مؤسسة Data Reportal على مجموعة من مستخدمي منصات السوشيال ميديا الذين تتراوح اعمارهم ما بين 16 و 64 عام، توصلت النتائج إلى أن أهم الأسباب التي تدفع الناس لإستخدام أشهر منصات السوشيال ميديا هي:
- الرغبة في البقاء على اتصال مستمر مع افراد العائلة والأصدقاء.
- الرغبة في ملئ أوقات الفراغ. – الشباب والبطالة
- الإطلاع على آخر الأخبار وفقا للمزاج او انتماءات الاشخاص .
- البحث عن المحتوى الترفيهي والضاحك .
- رؤية – متابعة مايتم الحديث عنه من ترند وهاشتاكـ وغيره.
- العثور على مصادر إلهام جديدة.
- البحث عن المنتجات وشرائها.
- متابعة المشاهير والمؤثرين.
السؤال هنا اين موقع البحث عن المعرفة والبحث عن الحقائق وتعلم المهارات والعلوم والفنون ؟ – حقيقة النسب قليلة وقليلة جدا إذا ما قارننا البحث عن بقية المواضيع واذا ما عرفنا اهمية البحث عن المعرفة وأهميتها في الوقت الحاضر – عصر المعلومات التي تتطور بسرعة هائلة…
ما الاثار غير المرئية التي تنتج من استخدام السوشيال ميديا ؟
صحيا – نفسيا – ماديا — العزلة او الاكتئات التكنولوجي بات واقع حال – صعوبة التخلص من الادمان التكنولوجي، بات مرضا له اسباب ومؤشرات – المبالغ الطائلة التي باتت تشكل عبئا على ميزانية كل عائلة … ولاتنسوا ان واردات هذه المنصات المالية مبالغ خيالية هذه بعضا منها – في احدث دراسة تقول ان الإيرادات المالية للفيسبوك – شركة ميتا حوالي 86 مليار دولار (لعام 2022). و ايرادات اليوتيوب 28.8 مليار دولار لعام 2022 و ايرادات الانستغرام 24 مليار دولار في 2022 وايرادات تك توك 11 مليار دولار في 2022 و لينكدأن ثمانية ونصف مليار دولار وبقية المنصات من خمسمائة مليون الى مليار دولار .. وفق لدراسة مؤسسة Data Reportal… كيف يمكن لهذه المؤسسات العملاقة التخلي عن هذا النهج الذي يحقق ارباحا طائلة والعمل بما يساعد عن استقرار المجتمعات خاصة انها شركات تبحث عن الربح و تتشابك معها مصالح شركات اعلانات عملاقة؟
ما الذي تقدمه هذه المنصات للمجتمع ؟:
تقدم منصات السوشيال ميديا اكبر خدمة للناس وهي البقاء على التواصل فيما بينهم – البقاء متصل على شبكة الانترنيت اصبح إدماناً يسبب الكثير من المشاكل العائلية وأسباب الطلاق في العراق خير دليل على ذلك —الناس مدمنين على الاستخدام طوال الوقت– أمرأة تتحدث الى أبنتها في الجانب الاخر من الكرة الارضية وهي تعمل وجبة طعام او تتحدث لها عن مكونات الوجبة او يوميات الجيران – تقدم خدمة : من السؤال على عنوان منطقة او شخص الى البحث عن طبيب او معرفة اسباب العجز الجنسي لدى الرجال والنساء كبار السن …. تزود الناس بالمعرفة و بالجهل ايضا – – تقدم المعلومات الحقيقية والمضللة تقدم أبحاثا جاهزة و دراسات مستنسخة كما تقدم افكارا عن نظريات علمية وتكشف زيف حقائق صدقها الناس منذ قرون ، وخاصة ما يتعلق بالبحث عن طريق الذكاء الاصطناعي الذي أحدث ثورة هائلة في نقل و الحبث عن المعلومات.
هناك الكثير من ردود الافعال السلبية على مواقع التواصل الاجتماعي، من أنها السبب في نمو وازدهار خطاب الكراهية و انها السبب في انتشار الاخبار المضللة او المفبركة ، او نشر التقارير المعدة للاستهداف ، و تنشر ازدراء الاديان و استهداف الرموز الدينية و تنشر التعصب السياسي والقبلي والديني والمذهبي نتيجة بتر او قطع الجمل و التلاعب بالكلمات والصور والفيديوهات . او اعداد تقارير صورية – فيديوية قصيرة و ترافقها قراءة تعليقات بطريقة رنانة تجلب الانظار و تلفت الانتباه وتدخل الوجدان . تسبب القلق و تؤدي الى العزلة او الخوف او اتهامات و بلاغات مخجلة في الكثير من الاحيان..
في جانب أخر كثيرا ما سببت الاستخدامات الخاطئة للسوشيال ميديا الى حالات الانتحار للكثيرين وخاصة المراهقات والمراهقين الذين اصبحوا ضحايا الابتزاز الالكتروني، كونهم لايعرفون التعامل مع هذا العالم الشائك كأنه الاسلاك الشائكة لخطوط كهرباء المولدة في حي شعبي لاتعرف اين هو الخط الآمن منها ..
الاحتيال والنصب بمسميات مختلفة عن التداوال المالي و الرسائل الوهمية التي سببت خسائر مادية لاتحصى هي الاخرى شكلت جانب اخر يتطلب الوقوف عندها في واخدة من اللقاءات بقيادات مجتمعية في سهل نينوى اشتكى الحضور بخسارة العشرات من الاشخاص بمبالغ خيالية ( ملايين الدولارات على ذمتهم ) على منصات التواول …أذ تعمل العديد من المنصات على بث الرعب في قلوب الناس نتيجة التهويل والتضخيم، وهو ما نبه اليه عضو مجلس مفوضي هيئة الإعلام والاتصالات هشام الركابي في تصريح صحفي مؤخرا : عن قلقه البالغ إزاء التضخيم الإعلامي لجرائم الانحراف والشذوذ والإباحة الذي تمارسه بعض القنوات الفضائية، مؤكداً أن الهيئة ستمارس جميع صلاحياتها القانونية في هذا الإطار. ودعا الركابي القنوات الفضائية إلى تحمل مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية، والكف عن بث البرامج التي تروج لهذه الجرائم، والعمل على تعزيز الخطاب التوعوي وترسيخ القيم الإنسانية والدينية… يجب ان لاننسى ان هذه المواد التي يتحدث عنها تنتشر بشكل اكثر تشويقا و اثارة في منصات السوشيال ميديا لنفس تلك القنوات او النقل بين منصات اخرى بأضافات او فبركات صحفية محترفة وتقطيعها الى مشاهد ومقاطع قصيرة وعليها تعليقات ذكية جاذبة لتحقق المزيد من الاثارة والمتابعين.. وخلف اغلبها تقف شركات اعلان لايهمها شيء سوى تحقيق الارباح .. وخاصة ما ينتقل على المجموعات في الواتس آب التي باتت ساحة لتناقل مشاهد وصور و فيديوهات تحمل ملا يصدقه العقل ولايقبله الوجدان.
كيف يمكن السيطرة على هذا الكم الهائل من المنصات – اشخاص عاديون لديهم مليون، نصف مليون، مئة الف متابع، ويحركونهم كما يشاؤون ويزودونهم بمعلومات بعيدة عن الحقيقة لتصبح جزءا من شخصياتهم وحياتهم اليومية … الفاشينستات و البلوكرات عالم بحاجة الى افلام روائية حول كيفية ادارتها و تنظيم مضمونها .. بحاجة الى تحقيقات استقصائية معمقة حول الكيفية التي يقومون بنشر المعلومات و التعامل معها … والمبالغ التي يستفادون منها – الارباح — كل شيء مرتبط بالارباح!!
كيف يمكن ان تساعد هذه المؤسسات على بناء الاستقرار المجتمعي ؟
تتصدر ديباجة الميثاق التأسيسي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) عبارة ” لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام”
ان هذا الامر يبين اهمية الاعلام وتاثيره المتزايد كما تبين أهمية التوظيف الصحيح لمنصات السوشيال ميديا لبناء العقول حتى تساهم تلك العقول في بناء الانسان وحمايته من الانحراف اجتماعيا ونفسيا ومواجهة انتشار التطرف الفكري الهدام .
فالحق في العيش بسلام هو حق أساسي من حقوق الإنسان ، مثله مثل الحق في التعليم وحق العمل وحرية التعبير وفي الغالب تتولى المؤسسات الحكومية تأمين هذه الحقوق وخاصة الحق في حماية وتعزيز السلام والأمن والاستقرار.
ومع التقدم التكنولوجي الحالي اصبحت تلعب وسائل الإعلام دورًا رئيسيًا في هذا المجال من خلال التأثير في تشكيل تصورات الناس وتحديد الأجندة اليومية له…. واصبحت وسائل التواصل الاجتماعي / السوشيال ميديا تتولى هذه المسؤولية بصور مختلفة رغم انه في الكثير من الاحيان ما تقوم به يعد تجاوزا صريحا على المادة الـ 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان التي تقول ” “لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة إعلامية كانت بغض النظر عن الحدود”..
اذ كثيرا ما يتصرف الناس على اساس ما يقرأونه أو يطلعون عليه في منصات السوشيال ميديا او ينقلون او ينشرون العديد من الاشياء على اعتبار انها حرية الراي لكن في الواقع يتجاوزون على حرية الراي .
ان الاهتمام والتاثر بما تبثه منصات السوشيال ميديا وصل حتى بناء منزل يتطلب التحقق في السوشيال ميديا عن الموضوع – تصميم – لون – خارطة سوشيال ميديا في جزئية من حياتنا موجودة ، او قرار الزواج او السفر او زيارة منزل صديق او احد الاقرباء وخاصة النساء وهن يقررن زيارة الاهل الاسبوعية او الدورية … كلها تعتمد او تستند على قراءة منصات سوشيال ميديا معينة وصل الامر ان يعتمد على السوشيال ميديا في اقامة العلاقات الاجتماعية بمختلف صنوفها او وفقا لمستوى التفاعل و التعليقات..
ما هي مسؤولية المنصات ؟
هناك مسؤولية كبيرة على منصات السوشيال ميديا وخاصة المنصات التي يتم ادارتها من قبل فرق او اشخاص مرتبطين بمؤسسات او لديهم اجندات خاصة لكي يضعوا حدا للاستهتار الذي ينشر على تلك المنصات.. وصل الامر ان ينفق الناس ملايين الدولارات لصالح منصات تنشر التخلف و تجعل الناس تتمسك باشياء لامكان لها في الحضارة الانسانية .. ولايصدقها العقل البشري بأي شكل من الاشكال فبعض ما ينشر اذا تم التحقق فيه لدقائق سيكشف زيفها – لكن الانسان – بعض الافراد يريدون ان يصدقون تلك الافكار وكفى ..!!
ليس هناك شك في أن وسائل الإعلام تلعب دورًا إيجابيًا ولكن في نفس الوقت تمارس دورا سلبيا في نشر الرعب والتخويف من خلال التقارير المفبركة التي تستهدف مجتمعات سكانية تحمل صفات خاصة وهوية خاصة تتميز بها ، وباتت بعض منصات السوشيال ميديا تحديدا تمارس هذا الدور بشكل ملفت للنظر ..
اذ لاينبغي للصحفيين أن يسمحوا للسياسيين او الفاعلين في المجتميع وخاصة الذين يحملون صفات خاصة بهم ( رجال دين – سياسي متقاعد – محللي الصدفة – باحث في الشأن الديني وكثيرين من يحملون هذه الصفات وغيرهم) باستغلال المنصات الاعلامية وطرح مواقف تقوض استقرار الدولة والمجتمع ؟ ولاينبغي للمنصات الاعلامية السماح لهم للترويج للخطابات المثيرة للانقسام، والتي تؤجج العنف العرقي او القومي او الديني وتعرقل التواصل والثقة بين الناس؟ ولاينبغي لمنصات السوشيال ميديا أن تبث وتنشر مثل هذه الإجراءات دون تحليل جدي لوضع القضايا المطروحة في سياقها الصحيح وتشخيص أثرها على الترويج للعنف لأنها شأن وسائل الاعلام مطالبة بمراعاة القيم المهنية والاخلاقية .
لقد اصبحت منصات السوشيال ميديا محركا لتأجيج العنف الديني والقومي نتيجة الخطابات غير المهنية او التي تحمل في طياتها رسائل مبطنة من التهديد و التسقيط والتشهير المباشر ، وغير المباشر والتي تنتج خلفها قائمة من التعليقات على منصات السوشيال ميديا لها اول وليس لها أخر – اذ يتبادل الناس على المنصات الاتهامات وينشرون خطابات الكراهية والتحريض على العنف والاساءة بقصد التسقيط .
لقد اصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تستخدم كأداة لنبش الماضي وبث الفرقة عكس التفكير ببناء جسور التواصل الثقافي وبناء الثقة بين المجتمعات في الغالب…
كما انها اصبحت بديلا للاسلحة التقليدية و قوة لايستهان بها تهتم بها الدول كثيرا وتنشأ لها مؤسسات ووحدات خاصة وكوادر وتقنيات و أموال وبنية تحتية رصينة ذات ابعاد مستقبلية .. وهذا الموضوع بحاجة الى دراسة خاصة – خاصة ما يتعلق بحروب التكنولوجيا و الاستثمار فيها – الدرون وما سياتي بعده وما شاهدناه في تفجيرات بيروت لاجهزة الهاتف لعناصر حزب الله في ايلول الماضي.. او التطورات الخاصة بمستقبل الذكاء الاصطناعي و الروبوتات التي ستكون بديلا للاشخاص في منصات السوشيال ميديا …
ما العمل ؟
يمكن لمنصات السوشيال ميديا، في سياق السلام والنزاع، أن تكون عامل تمكين للفاعلية السياسية ورابطًا اجتماعيًا إيجابيًا، فالعمل على كيفية تسخيرها بشكل أكثر فعالية لبناء السلام والاستقرار هي مسألة تحظى باهتمام متزايد من قبل المسؤولين الوطنيين والجهات المانحة وممارسي بناء السلام على حد سواء.
أن منصات السوشيال ميديا لديها القدرة على لعب دور أكبر في بناء السلام والاستقرار من خلال :
تقديم وجهات نظر جديدة في فهم سياقات النزاع ونشر الاثار السلبية الناتجة عنها بتجرد، وكيفية تصميم التدخلات المؤسسية والمعالجات الواقعية، بما في ذلك رسم خرائط الجهات الفاعلة وبناء الحوار وجسور التواصل وجمع البيانات حول ديناميات النزاع و نشر المعلومات التي تساعد على التغلب على التحديات التي تواجه تحقيق الاستقرار .
يمكن لمنصات السوشيال ميديا ان تساعد على دعم وتشجيع ومساندة الأصوات التي تدعو الى تحقيق السلام ومكافحة الأخبار المزيفة والروايات والسرديات الثقافية التي تحمل في مضمونها التهديد او الحقائق المزيفة، ومعالجة نقاط الإثارة المحتملة مثل مواجهة الشائعات، والعمل على بناء جسور الثقة والتعاون بين الاطراف المختلفة لمواجهة أية تحديات تعرقل بناء السلام والاستقرار في البلاد .
بما أن للمنصات الاعلامية القدرة على خلق مساحات جديدة للناس للتواصل والتنسيق والتعبئة حول السلام، يتطلب زيادة ألانشطة التي تؤدي الى بناء الحوار بين الجماعات المختلفة ، وإشراك الناس في الحوار وخاصة الحوارات الثقافية والحضارية الهادفة الى تعزيز المشتركات والتقليل من تأثير المقسمات عبر مواد اعلامية بسيطة وقصص وسرديات مجتمعية تنمي وتعزز ثقافة التنوع واهميتها .
ان المهمة الاساسية لمنصات السوشيال ميديا مساعدة الناس في والوصول إلى المعلومات والبيانات، والاستفادة الكاملة منها لاقامة الشراكات بين الجهات المانحة وشركات التواصل الاجتماعي او المانحة لخدمة الانترنيت ومنظمات بناء السلام؛ لزيادة الدعم والتأكيد على تبنيها فتح مساحة عامة للحوار الإيجابي ومكافحة المعلومات المضللة وخطابات الكراهية والتعصب والتطرف، ودعم الفاعلين على ساحة المجتمع المدني المساهمين في نشر ثقافة السلام والتعايش والمواطنة وتحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز التنوع وبناء الثقة بين المجتمعات .
اذا كان صعبا توظيف او السيطرة على المنصات الفردية والشخصية فأن توجيه المنصات المعروفة / المسجلة او التابعة لمؤسسات أعلامية وسياسية لكي تقوم بدور الناشر للمعلومات الحقيقية والهادفة الى بناء الانسان و بناء الثقة بين الافراد من مختلف المكونات وبينهم وبين المؤسسات ويجب ان يكون هذا الامر هدفا اساسيا ومنهجا عمليا يأخذ الاولوية عند منح الحق في ممارسة العمل من اليوم الاول لها ..
واحدة من الفرص المهمة والكبيرة للتوظيف الصحيح لمنصات السوشيال ميديا لكي تساهم في بناء السلم والاستقرار هو أنشاء شراكات رسمية بين المنصات الفاعلة والمؤثرة على تعزيز مساهمتها في نشر قصص ذات ابعاد انسانية فاعلة وتتميز بالخصوصية التي تساعد على تعزيز التنوع وقبول الاخر وتعزيز قيم المواطنة والمساواة بينها وبين المنظمات او مراكز الابحاث و الدراسات ومراكز تنمية المجتمع .
على المؤسسات المعنية مراقبة منصات السوشيال ميديا بدقة ووضع أليات منظمة للعمل وملاحقة المتجاوزين وفقا لاجراءات الادعاء العام ، خاصة الذين يسببون او تؤدي النتاجات التي ينشرونها الى خلق الفتنة بعيدا عن ان تؤدي تلك الممارسات في التضييق على الحريات والتي تسمح بنشر تعليقات تحمل في طابعها التحريض والكراهية و أزدراء الاديان .
خضر دوملي – khidher.domle@gmail.com
– باحث ومستشار في حل النزاعات وبناء السلام وقضايا الاقليات وشؤون المرأة
– منسق مركز دراسات السلام وحل النزاعات في جامعة دهوك — مدير منظمة الاعلام المستقل .
– نشرت هذه المقالة في جريدة – سلم – التي تصدرها مستشارية الامن القومي في بغداد و قدم جزء منها في محاضرة في مهرجان خاني في ايلول 2024 في دهوك.