سكرد كرونر و توماس هيل ////
مقدمة:
يبدو المشروع بسيطا بما فيه الكفاية، إذ ان مدينة الحاتمية الواقعة شمال من العراق كانت تحتاج الى وسيلة لإيصال المياه إليها. وبالاستجابة لطـلب تم تقديمه من قبل السكان المحليين، فان منظمة دولية كانت تعمل في تلك المنطقة وافقت على دعم مبادرة تقتضي نصب منظومة لجلب المياه من نهر دجلة القريب من تلك المنطقة. كل شيء بدا وكأنه يسير على أحسن ما يرام، الى أن قام احـدهم اثناء تنفيذ عملية نصب المنظومة الجديدة بتخريب انابيب المياه التي تم مدها حديثا جدا. “إعتقدت ان المتمرين هم من قـاموا بالعمـل”، قال احد العاملين في المنظمة الدولية. بعدها ذلك عقدنا اجتماعا بحضور كـل اعضاء الكادر، وجميعهم قالوا “لا، لا، لا، لم يـكن الأمـر كذلك. كان هنالك قرى صغيرة تقع حول الحاتمية و هي الأخـرى لم تتمكن من الحصول على المياه منذ زمن بعـيد ، وكان الاهالي في هـذه القـرى يشعرون بالإنزعاج حيال حصول الحاتمية على المياه، بينما هم لايستطيعون ذلك”. أرسلت المنظمة الدولية مهندساً للتحقق من الامر، عاد المهندس وفي جعبته حل بسيط يقضي بنصب انابيب اكبر سعة، وبموجبه يتم زيادة نسبة المياه المتدفقة حتى تصل الى كل فرد في المنطقة (اي بمعنى شمول اهالي الحاتمية والقرى المحيطة بها). يبدو انه كان حلاً سهلاً لنزاع ٍ وشيك الوقوع. بعدها قال لنا شخص: “إن الحاتمية لا ترغب بمشاركة المياه مع احد”. ومرة اخرى قامت المنظمة الدولية بارسال مهندسها الى الحاتمية لإبلاغهم رسالة شديدة اللهجة مفادها: إمـّا أن يتم تقاسم المياه او يتوقف دعم المشروع كلياً. و في نهـاية المطاف أذعـنت جميع الأطـراف فكانت فرصة سانحـة لإكمـال المشروع و أخـيراً بـدأت الميـاه بالتـدفـق.
تنفيذ وتصميم العملية (سياق العمل):
بالرغم من ان هذا الحادث وصل الى نتيجة سلمية (غير مصاحبة للعنف)، ولكنه حفز المنظمة الدولية لتسأل نفسها اسئلة كانت لتسألها منظمات دولية اخرى قد شهدت اوضاع مماثلة: هل بإمكان مشاريع تنموية ان تسبب توترات قابلة للتصعيد في مناطق هشة وتشهد مستويات مرتفعة من النزاع؟ واذا كان الامر كذلك، فـما الـذي يمكن فعله لضمان عدم اشعال جذوة العنف من جراء تنفيذ مشاريع تـنموية، بل لـتساهم تلك المشاريع في بناء سلام مستديم؟
إتصـلت تلك المنظمة الدولية بفريقـنا من المدربين المتمرسـين في مركز فـض النزاعات الدولية بـجامعة كولمبيا ، من اجل مساعدتهم في الامر. كـان من الواضح ان ذلك الحادث لم يكن منفردا، وان الكادر كان يبحث عـن مداخل جـديدة لمعالجة مثل تلك الصعوبات. كـان مركز فـض النزاعات الدولية بـجامعة كولمبيا قـد عمل مع المنظمة الدولية لعدة اشهر ؛ و ذلك عـقـد ورش عمل حول المهارات الأساسيـة لـفـض النزاع والتي استضافت قادة المجتمع المحلي الملتزمين بمبادرات تنموية. حيث كان مركز فـض النزاعات الدولية على إطلاع بشريكه (المنـظـمة الدولـيــّـة) وبرامجها. إن لـفـريـقـنا خـبرة بـقـضـايـــا تـتـعـلق بـالـنزاع والتـنـمية، وكان قد أسس حديثـاً بـرنامجاً يـركـّـز على تـقـيـيـم النزاع والذي يـتـضمن بـحـثـاً مقـارنـاً حول مسائـل منهـجـية ونـظـرية بالإضافـة إلى التـطـبـيـق العملي لأدوات التـقـيـيـم/الـتخميـن الخاصة بحالات مـتـنـوعـة في البلد.
قدمنا للمنظمة الدولية مقترحاً جريئاً و واضحاً ؛ خلق وسيلة تقييم النزاع مبسطة وعملية لكادر التنمية العراقي من اجل تحليل ديناميكية النزاع في المناطق التي كانوا يعملون فيها، تدريبهم على تطبيقها وتيسير عملية دمج وتوحيد تلك الأدوات ، بالاضافة الى تدريبهم على مفاهيم عامة حول فـض النزاعات التي يقابلونها في عملهم اليومي. ومن عدة نـواح ٍ ، كانت تلك فكرة جوهرية، فيما أصبح تقييم النزاع يمارس بشكل واسع من قبل المانحين والمنظمات الدولية خلال سياقات صنع السياسة والتخطيط الاستراتيجي إلا أن تطبيق مثل تلك الادوات التحليلية خـلال مرحلة التنفيذ ومن قبل المطبـقـين الوطنيين (المحليين) ظـل شيئـاً نـادراً.
بـدا شمال العراق كــمكان مثالي لمثل تلك التدخلات القائمة على التجارب. مـرّت الكثير من المجتمعات العراقية بتجارب اتسمت بالتوترات البالغة في اعقاب الحملة التي قادتها الولايات المتحدة لإسقاط نظام صدام في 2003 . و كـانت عملية التنمية تحدث بشكل لم يشهد البلد سابقة لها. وكإجراء اعتيادي لمرحلة الاعمار التي تلي فترة الحرب والذي هو بالاساس نتيجة لسياسة الولايات المتحدة، فان التنمية في العراق كانت تـحدث ضمن جدول متسارع مع إنخـفـاض في العمليات العسكرية المستمرة والتمرد العنيف. ان تـقـديم المساعدة التنموية يمكن ان يـزيد التوترات ويـفـضي الى عنف تحت اي ظرف من الظروف. و تـبـدو ان المخاطرة والمراهنات مرتفعة جـداً في العـراق المعـاصـر.
ان تجربتنا السابقة في العراق رفدتنا بالإلهام والتشجيع الذي نحتاجـه للمباشرة بالمشروع. فـبعـد تحمل 35 عاماً من الدكتاتورية الخانقة، الحرب، العقوبات الدولية، الاحتلال العسكري والتمرد الآخذ بالإتـساع، فان الكثير من قادة المجتمعات المـلتـزمين الذين إلتـقـيـنا بهم، اعربوا عن حاجتهم الماسة الى المساعدة من اجل إحـداث تغيير ايجابي في مجتمعاتهم. لـقد شعرنا بإستعدادهم لإستـغلال أي فرصة من أجـل المساهمة في بنـاء مستـقـبـل يتسـم بالسـلام.
عموماً ، فـإن المبادرة أبـرزت سؤالاً صعباً ومثيراً للجدل: هل هنالك امكانية حقيقية لتنمية مستديمة ومؤثرة في منـقـطة تغطيـهـا الحرب؟ ان مستويات التدمير والعنف المرتـفعة حالـيـاً في العراق تضـع شكوكاً حول امكانية حصـول ذلك هنالك. إن لمحات الـتـقـدم التي شهدهـا فريقنا على مستوى المجتمع في شمال العراق خلال العامين المنصرمين، يوحي بان التنمية ممكنة وحاصلة بالفعل. مع ان الموضوع يدعو الى اجراء بحث شاق لجمع معلومات حول استراتيجيات التنمية المستقبلية في العراق ومجتمعات اخرى تشهد نزاع عنيف واسع النطاق.
وافـقـت المنظمة الدولية وافقت على مقترحنا، وتم تبني طريقة ذا نهجين: الاول: يتم البحث في تطوير ادوات تقييم النزاع مؤاتية ومشجعة للمطبـقـيـن وتـنـفـيـذ سلسلة من ورش عمل تدريبية لبناء قابليات الكادر الذي سوف يستفاد منها في المستقبل. ثانياً: ادراك حقيقة ان هذا المدخل يكون مؤثرا فـقط في حالة إن أصبح راسخاً في ثقافة المنظمة. بدأنا بـتـثـقـيـف ادارة المنظمة (رسميا وغير رسميا) حول المنافع والتحديات التي تصاحب اجراء تقييمات النزاع كخطوة معيارية وابتدائية في كل مجتمع عراقي عملت فيه المنظـمـة.
إلى حـد مـا كـانت مبنية على المدرسة الفكرية التي نالت شعبية في التسعينيات من القرن الماضي كنتيجة منطقية لمشروع القابليات المحلية من اجل السلام (وهو مباردة تبنتها منظمة تعاونية غير حكومية وكانت تديرها ماري آندرسون- مؤلفة “ لا تسبب آذى ” – عام 1996 ) وبحث ذلك المشروع زيادة التفهم بخصوص العلاقات بين المساعدة التنموية والنزاع العنيف. ان نتائج البحث الجوهرية (يشار إليه أيضـاً بمشروع – لا تسبب آذى – ) يـشرح استخدام اطار عمل تحليلي لفحص الروابط بين النزاع والتنمية ” تشجعنا للتعرف على آثار النزاعات ذات الوتيرة المتصاعدة بوقت اقصر بكثير مما هو نموذجي بدون تحليل وتعميق وعينا بخصوص علاقات الجماعات المتداخلة في مواقع المشاريع، ولتمكيننا من لعب ادوار واعـيـة لمساعدة مكونات الشعب للتواصل فيما بينهم.
بنى مركز فـض النزاعات الدولية مشروعـه على افتراض اساسي وهـو ان رفع وعي الكادر حول الروابط او العلاقات بين التنمية والنزاع من جهـة ، ومن جهة أخـرى تـقـوية قابلياته لإجراء تقييمات النزاع على المستوى المجتمعي والتي سوف تزيد من قابلياته من المساهمة بإنـفـتـاح في عملية بناء السلام عن طريق معالجة مصادر التوتر والاخذ بنظر الاعتبار خطوط النزاع المتعلقة بمشاريع التنمية المحلية. وكان من أهـداف المشروع ايضا المساهمة ضمنيا عملية بناء السلام على المستوى الاوسع من خلال تقوية العلاقات بين وضمن الجماعات المختلفة. ومن اجل الوصول الى هذه الغاية بوجود وقت وموارد محدودة، تم تركيز الجهود على الكادر العراقي، و محاولة إشـراك كادر ادارة المنظمة الدولية من خلال المشاورات الرسمية وغير الرسمية، ومن خلال تشجيع مشاركتهم في ورش العمل المصممة للكادر المحلي. و قـد أوجـدت هـذه الطريقـة تحديات وفرص. ان التركيز على الكادر المحلي سيضمن تطبيق الادوات التحليلية مباشرة من قبل الاشخاص الاكثر تعاملاً و بشكل يومي و مباشر مع المجتمعات وقادة تلك المجتمعات. ان التحديات جاءت من قبل فريق ادارة المنظمة الدولية والذي (في البداية) اخفق في تقدير او ادراك فائدة تقييمات النزاع في بداية الأمـر حيث إعتبرها مضيعة للوقت و مـادة سطحية مقارنة بغاياتها الرئيسية و كذلك لم توفر المنظمة اية حوافز للكادر المحلي من اجل تطبيق مهاراتهم الجديدة. و قـد تطـلب الامر عدة اشهر قبل ان يعترف الموظفون الدوليين بقابليات الكادر المحلي المتنامية وبدأوا بطلب تقييمات للنزاع لكافة المجتمعات، وتسليط الضوء على وجـود هذه العملية و عـرضهـا على ممول المنظمة باعتبارها مساهمة مهمة لتخفيف النزاع. كانت المبادرة تحث على تشجيع التعلم والتعليم الذي ضم استكشاف مفاهيمي مع تطبيق عملي. ان كل ورشة عمل سوف تعرض على المشاركين دروساً سيقومون بتجربتها ميدانياً على مدى بضعة اشهر قبل موعد ورشة العمل التالية. ان دورة التعلم ضمن ورش العمل المتعاقبة مع التطبيق الميداني كان متبعا لخمس مرات كاملة. ان التعرض طويل الامد لمفهوم الحساسية للنزاع والمترافق مع فرص متكررة من اجل تطبيق دروس في العمل اليومي، بدأ وكانه يفضي الى تعلم ذو مغزى من قبل كادر المنظمة المحلي.
المنهجية:
اشتمل برنامج السنة الواحدة تلك على: يوم واحد استهلالي، و جلسة تقييم الحاجات في ايلول 2004، وورشة عمل لمدة 3 ايام في كانون اول 2004 حول المفاهيم الأساسية لفـض النزاع و مقدمة عن اطار عمل تقييم النزاع، ورشة عمل لمدة يومين في آذار 2005 والتي استكشفت تقييم النزاع في بإطار عراقي واستعرضت كيفية تحويل الحساسية للنزاع الى مشاريع، ثم جلسة لمدة يومين في حزيران 2005 والتي أعطت الفرصة للمشاركين لـدمـج معرفتهم السابقة مـع التعلم من خلال إستكشاف مفاهيم فـض النزاعات خلال عملهم. و كان هنالك ورشة عمل أخيرة لمدة 3 ايام في ايلول 2005 والتي وفرت فرصاً لأعضاء الكادر المحلي من خلال العمل تعاونياً على المشاريع التي استجابت لعوامل النزاع و بنيت قـدرات السلام والتي تم تحديدها في تقييمات النزاع المكتملة لـديهم.
أظـهر اعضاء الكادر المحلي اظهروا فهمـاً عميـقـاً لمنهجية تقييم النزاع والاعتياد على إستخدام الاداة من خلال اكمال 42 تقييم ناجح للنزاع في المجتمعات العراقية خلال شهر تشرين اول 2005 . خلال ورشة عمل ايلول 2005 قام اعضاء الكادر بتقديم عرض استند على افكار للمشاريع الحساسة للنزاع والتي ظهرت خلال عملهم ضمن فرق منذ بداية ورشة العمل. “ان مشاهدتهم يقومون بعرض تـقـيـيـماتهم في ورشة العمل كان مدعاة ذهول بالنسبة لي ، لانهم كانوا متقدمين جدا نحو الامام مقارنة بما كانوا عليه قبل عام. والآن عندما يعملون مع المحافظ من اجل استحصال مشروع المياه، سيأخذون بنظر الاعتبار عوامل النزاع”. قالها احد الموظفين الدوليـيـن في المنظمة.
تم تصميم ورش العمل من اجل دعم الغاية الاجمالية لمشروع المنظمة الدولية الـغير الحكومية والذي كان يهدف الى تحفيز سياقات صنع القرار في المجتمع وكذلك تـفـعـيـل التنمية المحلية. ان عنصرأ مهمـاً في المشروع والذي يشكل تحدياً ، كان المتطـلبات التي تساهم بها المجتمعات لكل المشاريع، والتي تحث على اعادة التفكير بالموارد والقابليات المتيسرة في المجتمع. و كان اطار التقييم كان قد قدم بصورة مماثلة مفهوم تحليل قابليات السلام ؛ و نـحـو تحول في التفكير تجـاه النزاع على مستوى المجتمع. ان المتخصصين المحليين في مجال التنمية المحلية والذين تـعودوا أن يـروا مجتمعاتهم كمصدر أساسي للتوتر والعنف الكامن ، بدأوا التفكير والتحدث عن مدى مرونة المجتمعات لإمكانية إستـغلال النزاع بطريقة بناءة ولتقوية العلاقات أيضـاً.
إستنتاج:
أدى عدم كفاية الوقت والموارد إلـى عـدم تمـكن الفريق من تحليل آثر هذه المباردة بصورة شاملة و لكـن ردود الأفـعـال الكنوبة و الشـفويـة التي قـدمها المتخصصون في تنمية المجتمع العراقي بينت وبقوة بأن المشروع كان قد زودهم بأداة جديدة مهمة، وبطرق جديدة للتنمية في المجتمعات. وفي مناسبات عديدة، بدأ الافراد الذين عملوا معنا بالتـحدث عن ادوارهم كـبناة للسلام أكـثرمن كونـهم مـقـدمـي مساعدة تنموية بسيطـة. و يـبـيـّـن هـذا التحول في التفكير العميق في الإستشعار الذاتي من كونهم موظفي منظمة دولية غير حكومية الى كونهم مواطنين عراقـيـيـن ذوي قابليات تـؤهـلهم للتعرف على الامكانيات لبناء وتحسين السلام من خلال عملهم على مستوى المجتمع. و قـد قـاد هذا الامر إلى شعور إحترافيّ أكـثر و أبـرز إحساسهـم بالقـوة.
شهـد المتخـصـصـون في مجال تنمية المجتمع العراقي ايضا تغييراً في وجهات النظر حول تقييم النزاع، فـقـدت بــدت تلك عملية مرهقة في البداية، ثـم مـا لبثـت أن أصبـحت كمدخل يضم امكانات كبيرة لتحسين جهود التنمية المجتمعية وزيادة كفائتهم.ان التحليل الاعمق لمسألة كيف ساهمت هذه المبادرة في عملية السلام بشكل أوسـع في العراق، يتطلب البحث في الروابط بين العمل على مستوى الافراد والتغيير على المستوى السياسي – الإجتماعي.
على الرغـم من ان هذا المشروع قـد تم تطـبـيـقـه في بيئة تعج بالعمليات العسكرية المستمرة والتمرد العنيف النشط، بين ، إلا أثـبـت ان بالامكان حتى في مثـل هـذه الظروف الصعبة بالنسبة لعاملي تنمية المجتمعات المحلية ان يقوموا بتحليل النزاع في مجتمعاتهم وتطبيق الدروس التي تعلموها. إلى جانب مسؤولية معالجة مصادر النزاع في المجتمعات بوجود الكادر المحلي ، فان المبادرة بينت ايضا ان إتبـاع هذا النوع من المداخل يمكن ان يساعد تـطوير قـدرات ذوي الاختصاص من اجل بلوغ فهم أعمق لكيفية القيام بالتجارب والتاثيرات المـحددة المنظور، وكيفية تعلم الاصغاء واحترام وجهات نظر الاخرين. ان عملية تقييم الآثار طويلة الامد حول تولي تنمية مشاريع حساسة للنزاع في العراق سوف تأخذ وقتاً. مع العلم بأن النتائج الحاصلة من المشروع تستحق البحث والدراسة عن كثب من اجل ان تستطيع المنظمات التي تنفذ اعمال تنمية (في العراق او اي مكان آخر) من ان تحكم هل ان هذا المدخل او التغييرات الطارئة عليه تستطيع تحسين الحصيلة (المخرجات) والممارسات الميدانية.
سكرد كرونر: مديرة قسم تقييم النزاع في مركز فـض النزاعات الدولية بجامـعـة كولومبيـا.
توماس هيل: مساعد أقدم في مركز فـض النزاعات الدولية بجامعة كولومبيا.
ملاحظات ختامية:
ان مركز فـض النزاعات الدولية يقوم بتعريف تقييم النزاع في هذه البيئة كتطبيق لادوات تحليلية من اجل التعرف على عوامل التي تسبب النزاع، ولفهم التفاعل الحاصل بين مختلف العوامل والاطراف في النزاع. وكذلك من اجل قياس كمونية النزاع (هل سوف يصبح مدمر ام يقود الى عنف).
الحساسية للنزاع، يمكن ان يتم تعريفها على اساس: الفهم الكامل لبيئة وديناميكية النزاع للمنطقة المستهدفة. فهم التفاعل بين قضايا النزاع والمبادرات في المنطقة المستهدفة، وكذلك بحث كيفية معالجة اسباب النزاع من خلال إعداد البرامج، وايضا زيادة الاثار الايجابية للجهد المقدم وتقليل الاثار السلبية.
ان مركز فـض النزاعات الدولية قد صمم كافة ورشات العمل لكي تستجيب الى للحاجات الصريحة للكادر المحلي في المنظمة غير الحكومية. كافة ورش العمل تم عقدها في شمال العراق ما عدا واحدة، تم عقدها في عمان كانون اول 2004 وذلك لدواعي أمنية وتحديات لوجستية (ادارية) ذات صلة.
من اجل الحصول على معلومات وخلفية اضافية حول تطور مداخل الحساسية للنزاع (تنمية وممارسة)، يرجى مراجعة (كايل وليوناردت) 2001 مراجعة شاملة لادوات مختلفة استعملت من قبل ممثلي التنمية ويمكن ايضا ايجادها في فيور وجماعته.
شنايدر 2004 ، قام بتحديد ملامح بعض من التحديات الخطيرة والتي واجهتها عملية اعادة تأهيل المبادرات في العراق وذلك بسبب الاعتبارات الامنية، وتتضمن فقدان التعاون الادارة ذات التحكم عن بعد لمرحلة اجلاء الكادر الدولي والكفاح من اجل موازنة الحاجة للحماية مع التاكيد على اهمية ادامة المسافة الواقية من قوات ألأتلاف.
هذا التاكيد قائم على تعريف التنمية والتي تذهب الى ما وراء الاجراءات النموذجية للدخل المتزايد، الثروة، الوظائف … لتضمين راس مال اجتماعي اكبر وانصاف متزايد وعلاقات قوية.
ان التفكير ببرنامج ممارسة السلام لدى مبادرات تنمية المجتمع كان له المشاركة الفاعلة في في البحوث حول نظريات التغيير في مضمار بناء السلام، ولمراجعة كيفية تصنيف تلك النضريات (يرجى مراجعة جرج وشولدز- 2003)
مراجعة شاملة ونافذة لما تم تعلمه حول اثر مبادرات بناء السلام الفردية حول السلام على النطاق الاوسع يمكن ان يوجد في آندرسون وأولسون 2003
مراجع مختارة:
- لا تسبب أذى/ دعم قابليات من اجل السلام عن طريق العون/ كامبردج/آندرسون م. 1996
- مواجهة الحرب (دروس نقدية للمتخصصين في السلام)/كامبردج/آندرسون م. و أولسون ل. 2003
- لاتسبب أذى (كتيب)/ كامبردج/ مشاريع التعلم التعاوني 2004
- تقييم مداخلات فـض النزاعات/ الجزء الثاني/جرج س. و شولدز ج. 2003
- مدخل او نهج الحساسية للنزاع الى التنمية، المساعدة الانسانية وبناء السلام/ادوات للسلام وتقييم اثر النزاع/ فيور، اليقظة الدولية، سيفورلد ومركز بحوث التنمية الدولية 2004
- مدخل او نهج الحساسية للنزاع الى التنمية/مراجعة للممارسات/لندن/جياكولز س. و ليوناردت م. 2001
- كتيب حول الفوائد والمضار/المملكة المتحدة/أوبراين ب. 2001
- استنادا على تجارب العراق، جماعات الاغاثة تفكر في بدء العمل بالمشاريع/نيويورك تايمز/15 تشرين ثاني
- اجراء تقييمات حول النزاع،ملاحظات ارشادية/لندن/قسم التنمية الدولية 2002
- تحليل التنمية المتعلقة بالنزاع، وثائق عمل/برنامج الامم المتحدة الانمائي 2003
- اجراء تقييم للنزاع/اطار عمل لاستراتيجية وبرنامج تنمية/وكالة التنمية الدولية الامريكية/مكتب ادارة النزاع وتخفيفه 2004
- اطار عمل تقييم الاستقرار/ استجابات متكاملة مصممة لاغراض امنية ومتعلقة بالحكم والتنمية/فان دو كور ل. و س. و دي زيوي ج. 2005
- اطار عمل تحليل النزاع/واشنطن/ المصرف الدولي 2003